لمحة من الفكر السياسي للمرجعية
العليا في كربلاء
الحلقة الأولى : فصل الدين عن السياسة
ان السمة التي يتميز بها اعدائنا هي السيطرة
والتسلط وليتم لهم ذلك لابد من تشتيت العالم الاسلامي وتفريقه الى جماعات
وأحزاب وقوميات لتشويه صورة الاسلام المحمدي الاصيل لذلك قاموا بعدة محاولات وخطط
مستمرة وحثيثة نحو تفريغ الدين الاسلامي من محتواه السياسي واثبات ان الاسلام غير
قادر على قيادة ألامه وانه دين فاشل سياسيا يجب فصله عن السياسة حتى يتمكن
المسلمين من العيش والتقدم والرفاهية وليتم تطبيق وتثبيت نظرياتهم الخبيثة
قاموا بدعم وتأسيس الحركات الارهابية والتنظيمات والجماعات المنحرفة والأحزاب
الفاشلة والفاسدة التي اتخذت الاسلام ستارا لها فأخذت تقتل وتسرق وتفرق
وتصادر الحريات وتزرع الفتن وتأسس للطائفية وتنهب الثروات باسم الدين حتى ضج
العالم من اعمالهم القبيحة وفعالهم المشينة وبدأت المطالبات بفصل الدين عن السياسة
ليتم ماخطط له اعداء الاسلام وعلى رأسهم الصهيونية العالمية ولكن هيهات لايتم لهم
ذلك بوجود اناس مخلصين همهم الوحيد خدمة المجتمع والدين.
ولأجل ذلك اخذ العلماء الشرفاء
على عاتقهم التصدي لتلك الهجمة الشرسة والتنظيم الممنهج وبيان بطلان
ما سعى الاستكبار العالمي الى تثبيته .
فكان العالم العراقي السيد الصرخي الحسني لهم
بالمرصاد ليكشف زيفهم ويبين مكرهم من خلال عدة مواقف وبيانات تثبت وتبين احقية
الاسلام بالقيادة لان الله جل وعلا قد منحها للمسلمين
فقد وضح المرجع الصرخي القدرة الفائقة للدين
الاسلامي في قيادة المجتمع والأمة بخلاف ما يروج ويخطط له الغرب الكافر للإطاحة
بالدين الاسلامي والسيطرة على العالم و مما يشير الى ذلك قوله
((إن الفكر الإسلامي أثبت تفوقه على باقي
المذاهب وفي جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية , ولا يخفى عليك
, أن الكلام في الإسلام وليس في الأنظمة المتسلطة على شعوب الإسلامية ويوجد شواهد
عديدة على ذلك , منها ما صدر من مؤلفات في هذا الخصوص من العديد من المفكرين وعلى
رأسهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر ومنها دخول العديد من المفكرين والفلاسفة
الغربيين إلى الإسلام بعد إطلاعهم على نتاجه الفكر الإسلامي ومناظراتهم مع العديد
من المفكرين المسلمين , ومنها ما يسلكه الغربيون من أساليب لا أخلاقية ومنافية حتى
لما يرفعونه من شعارات فاستعانوا بوسائل الإعلام الفاسدة والضالة واتهموا الإسلام
بالإرهاب كذباً وافتراءاً , واستعانوا بقوة القانون فمنعوا الحجاب الإسلامي
وارتداءه في فرنسا , وغير ذلك الكثير))
.وقوله ايضا ((الإسلام
قادر على وضع مذهب اقتصادي وقد صدر في هـذا الخصوص العديد من المؤلفات , وأما
عملية الطرح فتحتاج إلى سلطة تنفيذية , والعبد الفقير المسكين الراضي بقضاء الله
تعالى , قد سُلب حقه فهو لا يمتلك السلطة التنفيذية القادرة على التطبيق )).

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق